آزاد جمكاري يكتب: هل سُيفرض “عفا الله عما سلف” على الحركة الكردية السورية؟

آزاد جمكاري، صحفي كردي سوري

آزاد جمكاري

المستجدات والتداعيات التي حدثت إثر إعلان أمريكا انسحاب قواتها العسكرية من سوريا مؤخراً، والحديث عن إنشاء “منطقة آمنة” شمالي سوريا وتحديداً شرقي الفراتالخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، تشير إلى أن الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من سبعة أعوام دخلت مرحلة جديدة وبشكل لا جدال فيه، كذلك تضع الحركة الكوردية كلها أمام مرحلة تاريخية جديدة.

على الرغم من أن ملامح “المنطقة الآمنة” التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب منتصف الشهر الجاري مازالت غامضة، لكن قرار إنشائها قلب الموازين في سوريا عموماً وشرق الفرت خصوصاً، حيث بدأت أنقرة فوراً بالاتصال مع واشنطن وموسكو، وباشرت الإدارة الذاتية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) التواصل مع روسيا علها تعقد صفقة مع دمشق بعد أن شعرت بأنها “ستخرج من المولد (المشروع الدولي الجديد) بلا حمص”.

بالعودة إلى وضع الحركة الكوردية في سوريا التي ذكرنا آنفاً أنها أمام مرحلة تاريخية جديدة، نجد أن الأمور تحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تعترض إيجاد عملية سياسية متكاملة وبالتالي الوصول إلى اتفاقية جديدة لترتيب البيت الكوردي وترسيخ حقوق الشعب الكوردي في ظل التغييرات التي طرأت على الساحة السورية والإقليمية.

باعتبار هناك إجماع دولي يلوح في الأفق على حماية الكورد في سوريا من أية هجمات جديدة تجنباً لتكرار مأساة وسيناريو عفرين، هل سنشهد فرض مقولة “عفا الله عما سلف” على الحركة السياسية الكوردية من قبل القوى الكوردستانية والدولية للحفاظ على المكتسبات الحالية،أم ستكرر الأخطاء السابقة كما حدث في الاتفاقيات الثلاث (أربيل واحد واثنان ودهوك)وكل طرف سيدخل على حدة في اتفاقية مع اللاعبين الدوليين والمحليين دون صون حقوق الشعب الكوردي؟

لا شك أن هذه المرحلة الحرجة دولياً وإقليمياً تتطلب حسابات دقيقة، ومن هذا المنطلق يجب أن تبدأ القوى السياسية الكوردية السورية في وضع حجر أساس للمصالحة في أقرب فرصة للسير في درب لم الشمل والتغلب على الجزئيات الخلافية للدخول في مرحلة الاستحقاقات التي باتت قاب قوسين.

خلاصة القول: ينبغي أن تفتح أربيل ذراعيها مجدداً لاحتضان لقاءات عاجلة بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ممثلاً عن الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي والأحزاب الموجودة خارج هذين الإطارين والاتفاق على خارطة طريق للحوار مع القوى الإقليمية والدولية لكسب حقوق الشعب الكوردي وعدم الإذعان لدمشق في أية اتفاقية على حساب دم الشباب الكورد الذين استشهدوا من أجل اسم كوردستان وليس شعار “أخوة الشعوب”.