آشا نيوز – وكالات
عمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى نشر مقال في صحيفة “نيويورك تايمز”، يتفاخر فيه بجيشه، مقدما في الوقت نفسه نصائح لواشنطن بشأن الانسحاب من سوريا.
وقبل يوم من لقائه مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، قال أردوغان، في المقال الذي نشر الاثنين، إن تركيا ملتزمة بهزيمة تنظيم داعش “والجماعات الإرهابية الأخرى” في سوريا، في محاولة على ما يبدو لكسب ثقة واشنطن، التي كشفت في الأيام الأخيرة الخديعة التركية.
فقبل 3 أسابيع، وفي مكالمة لم تستمر لدقائق، تلقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب انطباعا يوحي بالثقة من أردوغان بأنه سيكمل الحرب على “داعش” إذا انسحبت القوات الأميركية من سوريا، لكن الأيام التي تلت المحادثة بددت هذه الثقة، ليكتشف الأميركيون أن حليفهم التركي يحاول خداعهم.
وبعد إعلان ترامب عن قراره سحب نحو ألفين من القوات الأميركية في سوريا، قال في تغريدة إن نظيره التركي قد أكد له بأنه “سيستأصل فلول داعش من سوريا”.
لكن التصريحات التي خرجت من أنقرة بعد القرار الأميركي، والتحضيرات التي جرت على الأرض، أشارت فقط إلى اتجاه واحد، وهو محاربة المجموعات الكردية التي ساهمت ضمن قوات سوريا الديمقراطية بشكل فعال في هزيمة التنظيم الإرهابي، بدعم من واشنطن.
كما سارع الإعلام الأميركي، ومنه مجلة “فورين بوليسي”، إلى إعادة التذكير بأن إدارة أردوغان لم ولن تعمل على محاربة داعش، فقد قالت الصحيفة، في تقرير الأسبوع الماضي، إن أنقرة ترددت أكثر من مرة في شن حرب مباشرة على التنظيم المتطرف، والسبب في هذا أنها تفضل التركيز على عدوها اللدود، المتمثل في المقاتلين الكرد.
وكتب أردوغان أيضا أن “الرئيس ترامب وجه الدعوة الصحيحة للانسحاب من سوريا. ومع ذلك، يجب التخطيط لانسحاب الولايات المتحدة بعناية وتنفيذه بالتعاون مع الشركاء المناسبين لحماية مصالح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والشعب السوري”.
وتابع قائلا: “تركيا، التي لديها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، هي البلد الوحيد الذي يملك القوة والالتزام لأداء هذه المهمة”، في محاولة لإظهار قوة جيشه الذي يقول الإعلام الأميركي أنه غير قادر على التصدي للجماعات الإرهابية.
وفي تقريرها، كانت “فورين بوليسي” قد عزت عجز تركيا عن محاربة داعش إلى ضعف القدرة والنوايا، مشيرة إلى أن أنقرة تظهر قدرا كبيرا من الحماس أثناء الحديث عن مكافحة التنظيم، لكن هذا ليس إلا حبرا على ورق.
وعلى أرض الواقع، وفق المجلة، يعتبر القضاء على التنظيم الإرهابي أمرا غير سهل، فحتى الولايات المتحدة نفسها لم تتمكن من القضاء على المتشددين بشكل نهائي “فلماذا يعتقد ترامب أنه بوسع الأتراك أن يحققوا هذا الهدف؟”.