آزاد جمكاري – صحافي كردي سوري
أثارت حادثة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، أثناء زيارته قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول الجاري، ردود فعل كبيرة بين الأوساط الشعبية، الإعلامية، والسياسية في العالم، والكورد وإعلامهم لم يكونا بعيدين عن القضية التي استنفر العالم من أجلها.
مناسبة ما ذُكر سابقاً، هي أنه بعد أن قررت قيادة إقليم كوردستان تنظيم استفتاء الاستقلال، في الخامس والعشرين من أيلول 2017، وجه المدير العام لموقع شبكة رووداو الإعلامية ورئيس القسم العربي للشبكة، بإجراء مقابلات ولقاءات صحفية مع شخصيات سياسية، أكاديمية، اقتصادية واجتماعية، في العراق والعالم لتداول مسألة الاستفتاء وتسليط الضوء على الحقوق الدستورية للكورد.
وفي التاسع من تشرين الثاني، قررتُ أن يكون الصحفي السعودي، جمال خاشقجي من بين تلك الشخصيات، لما له من ثقل كبير في الوسط الإعلامي الخليجي والعربي، ومن أجل الحصول على رقم هاتف خاشقجي الذي كان قد غادر إلى أمريكا منذ فترة ليست طويلة، تواصلتُ مع صديق صحفي يعمل في الإعلام الألماني، وبعد حصولي على الرقم، بادرتُ بالاتصال الهاتفي معه إلا أنه لم يجب وبعد ذلك تواصلت معه عبر خدمة تطبيق “الواتساب” وأخبرته عن اسمي وصفتي، وأبلغته بأننا نود إجراء مقابلة صحفية كتابية معه حول عدة مسائل ساخنة في منطقة الشرق الأوسط منها: استفتاء استقلال إقليم كوردستان وهجوم الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي على كركوك والمناطق المتنازع عليها، فرحب بذلك وطلب أن أوجه الأسئلة عن طريق الإيميل.
وهنا أود أن استغل الفرصة، وأذكر ثلاثة أسئلة من الأسئلة الستة التي وجهتها للصحفي خاشقجي:
السؤال الأول: لماذا وقفت دول الخليج العربي مع حكومة بغداد الموالية لطهران وساندت بشكل أو بآخر تمدد الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية على حساب الشعب الكوردي؟
السؤال الثاني: كيف تحارب دول مجلس التعاون الخليجي تمدد النفوذ الإيراني في دولها وتحذر منه من جهة وتكافئ حكومة العراق الاتحادية على انتهاكات الحشد الشعبي بحق الكورد من جهة أخرى، ألم يكونوا سداً في وجه الهلال الشيعي في الفترة الماضية؟
السؤال الثالث: تشير جميع المعطيات إلى أن المنطقة عموماً ودول الخليج على وجه الخصوص مقبلة على انعطافات مصيرية، هل تعتقد أن الأيام المقبلة ستحمل في طياتها تغيراً في المواقف لصالح كوردستان العراق؟
وبعد يومين من توجيه الأسئلة، أي في الثاني عشر من تشرين الثاني، تواصلت مع خاشقجي ثانية، وأبلغته بأننا بانتظار إجابات المقابلة، فكتب لي ما يلي: “مشغول جداً يا صديقي.. تسألني عن رأيي في موقف دول الخليج، ولا يوجد موقف واحد لدول الخليج” حول ما جرى في إقليم كوردستان.
وسبب اختياري شخصية مثل “خاشقجي” لإجراء مقابلة صحفية معه هو رده في اليوم التالي للاستفتاء على تغريدة على موقع المدونات القصيرة “تويتر” لصحفي لبناني يعيش في لندن، يدعى “إياد أبو شقرا”، بالقول: “نحن مجرد كتاب نعلق ولسنا أصحاب قرار، ورفضي للاستفتاء ليس ضد حق كورد العراق وإنما لأن لا الظرف غير موأتي في المنطقة ولا حتى بين الكورد أنفسهم”.
وبالعودة إلى حادثة قتل خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا، فهي بالبداية كانت توحي بأننا سنشهد توتراً أو جموداً في العلاقات بين الرياض وأنقرة إلا أن التصريحات الهادئة للرئيس التركي والعاهل السعودي وولي عهده تشير إلى أن القضية دخلت في بازار التسويات بين الدول الثلاث، السعودية وتركيا وأمريكا.