انشقاق ثاني في صفوف البارتي وآشا نيوز تكشف موقف المجلس الكردي
سرباز كريم – أربيل – آشا نيوز
تعرض الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) لانشقاق جديد في صفوفه بعد عقد مجموعة من أعضاء الحزب مؤتمراً انشقاقياً ثانياً يوم 21 -22 أيلول الجاري في مدينة هولير بإقليم كردستان.
واصدر المؤتمرون بياناً اطلعت آشا نيوز على نسخة منه وجاء فيه أنه “بدء المؤتمر أعماله بحضور مندوبي منظمات الحزب عن الداخل وأوربا و تركيا و اقليم كردستان ، بعد أن أعلنها سكرتير الحزب الرفيق خليل إبراهيم من خلال برقية لتعذر حضوره لأسباب طارئة أكد فيها على أهمية عقد المؤتمر في هذه الظروف الدقيقة والحساسة وطالب الرفاق بالحفاظ على الحزب وأدائه السياسي والتنظيمي وحثهم للنضال من أجل استعادة دوره البارز الذي انحسر قليلا نتيجة ما تعرض له من انشقاق وتكالب في الفترة المنصرمة”.
وكان البارتي قد تعرض لانشقاق قبل أقل من ثلاثة أشهر حين عقد مجموعة من رفاقه أول مؤتمر “إنشقاقي” بعد انقسام البارتي لطرف خارج المجلس الكردي واخر ضمنه.
وعقد مجموعة من رفاق البارتي مؤتمراً في مدينة عامودا بتاريخ 2018/6/28 وعين المؤتمرون أحمد سينو سكرتيراً للحزب وقيادة جديدة رغم عدم حضور السكرتير الحالي للبارتي خليل إبراهيم وأغلب قياديي وأعضاء الحزب للمؤتمر.
وتعرض البارتي لضربة موجعة ثانية مع عقد مجموعة من رفاقه لـ “مؤتمر انشقاقي ثاني” حيث يشهد الحزب خلافات داخلية تسبب بتجميد عضويته ضمن الأمانة العامة للمجلس الكردي من قرابة السنة.
واتى عقد مؤتمر هولير قبل يوم من عقد الاجتماع العام للمجلس الكردي بمدينة قامشلو / القامشلي والذي وضع مسألة “انشقاق البارتي” على راس جدول اعماله ونقاشاته.
وقال مصدر قيادي من الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي لـ آشا نيوز “أنهم قرروا في الاجتماع منح جناحي البارتي (أحمد سينو و قيادة الداخل) فرصة لحل خلافاتهم قبل الاجتماع القادم للمجلس للكردي والذي يعقد كل شهرين”.
وأشار المصدر إلى أن “غالبية أعضاء الأمانة العامة للمجلس الكردي يحملون (كومان حسين وبهجت بشير) اللذان قاما بعقد المؤتمر الانشقاقي الثاني المسؤولية عن نشوب الخلافات السابقة داخل البارتي وانه مع استبعاد هؤلاء الاشخاص يمكن لجناحي البارتي حل خلافاتهم واعادة توحيد جناحي الحزب”.
وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ آشا نيوز أن “مجموعة من الرفاق المتكتلين قاموا من خلال هذه الخطوة ببث الفوضى بعيدا عن النظام الداخلي للحزب مسخرين كافة الوسائل والطرق اللاشرعية والبعيدة عن قيم البارتي لخدمة اجنداتهم ومصالحهم الشخصية الضيقة”.
ونوه القيادي البارز إلى أن “هذه المجموعة اشترطت قبل عقد مؤتمر الشرعي للبارتي القيام بتثبت قائمة ظل لأسماء قيادي الحزب وغالبيتهم مقيمين خارج الوطن ما جوبه بالرفض من قبل الغالبية الساحقة لقيادي الحزب وكوادره”.
وأصدرت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) بيانا اليوم حول عقد المؤتمر الانشقاق الثاني وجاء فيه “أقدمت مجموعة من رفاق الحزب على خطوة انشقاقية بتاريخ 21/9/2018 حيث تكتل بضع أفراد من رفاقنا خارج الوطن و كردستان سوريا مختلقين الخلافات تهربا من المحاسبة أمام المؤتمر ومنعوا مبدأ المحاسبة في المؤتمر واثاروا مفهوم القائمه الجاهزه دون التصويت عليها من قبل أعضاء المؤتمر وحاولوا بث الفوضى بعيدا عن النظام الداخلي للحزب فسخروا كافة الوسائل والطرق اللاشرعية و البعيدة عن قيم البارتي واستغلوا اللاجئين الكرد من كردستان سوريا للدعاية والتصوير”.
وأكد البيان إلى “أننا لم ندخر أي جهد لمنع وقوع شق الصف خاصة و الحزب لم يسترد عافيته المأمولة بعد واتخذوا ذريعة تأخير المؤتمر عن الانعقاد حجة وكأنهم غير معنيين بالامر أو مسؤولين عن المال رغم عديد المحاولات الجاده بهذا الصدد ومن منطلق الحرص على عدم ترسيخ ثقافة الهيمنة بكافة أشكالها و نشر ثقافة الوضوح و الشفافية”.
وطالب البارتي من رفاقه “عدم الانجرار و راء الأقوال الجوفاء و الالتفاف إلى استعادة دور الحزب في الوطن و الانخراط في النضال المثمر من أجل أهداف البارتي ونهجه نهج الكردايتي عبر مسيرته النضالية التاريخية رغم جميع العراقيل و المصاعب ونحن على أعتاب متغيرات كبيره قد لا ينال ما يستحقه شعبنا الذي عانى و لا يزال من كافة أصناف التهميش و الإنكار و طمس حقوقه من خلال سياسات ممنهجة و مدروسة ومن منطلقات شوفينيه وعنصريه حاقدة ونعاهد رفاقنا وشعبنا على المضي بكل ما نملك على نهج الكردايتي نهج البارزاني الخالد حتى يتحقق في سوريا الاستقرار المنشود وطنا لجميع المكونات بإقرار دستوري يضمن الحقوق على مبدأ المساواة دون تمييز طائفي أو ديني أو عرقي”.
ويتهم نشطاء ومراقبون المجلس الوطني الكردي بتغذية الحالة الانشقاقية داخل صفوف احزابه بسبب عدم امتلاك المجلس لآلية تحدد التعامل مع الأحزاب التي تشهد خلافات داخلية وحالات انشقاق وسبق وان قبل المجلس عضوية احزاب انقسمت إلى جناحين رغم صغر حجمها.