بلند علي – القامشلي – آشا نيوز
يصاف اليوم الذكرى 44 على تطبيق مشروع الحازم العربي في شمال الجزيرة السورية، وهو مشروع قررته الحكومة السورية في عام 1965، يهدف إلى تفريغ منطقة الجزيرة أو محافظة الحسكة من السكان الكرد الأصليين وتوطين أسر عربية بدلاً عنهم.
يعود هذا المشروع بملامحه الأولى إلى الملازم أول محمد طلب هلال رئيس الشعبة السياسية في الحسكة الذي أصدر كراساً في عهد الانفصال (بعد الوحدة مع مصر) عام 1962، بعنوان: «دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية، الاجتماعية، السياسية». ويعطي هذه الكراس توصيات تتلخص في الدعوة إلى تجريد الأكراد من أراضيهم ومن جنسيتهم السورية وممارسة سياسة التعريب والتهجير والتجويع والتجهيل بحقهم، وإقامة مستوطنات على شكل الكيبوتزات الإسرائيلية
فقد إتخذ المؤتمر القطري الثالث لحزب البعث العربي الإشتاركي عام 1966 أخطر القرارات بحق الشعب الكردي في سوريا وحسب الفقرة الخامسة من توصياته، والمتضمن ما نصه :”اعادة النظر بملكية الأراضي الواقعة على الحدود السورية التركية، وعلى امتداد 353 كم وبعمق 13-15 كم ، واعتبارىا ملكا للدولة، وتطبق فيها أنظمة الاستثمار الملائمة بما يحقق أمن الدولة”.
ونفذ مشروع الحزام العربي في عام 1974 وامتد الحزام بطول 300 كيلو متر وعرض 10-15 كيلو متر، من الحدود العراقية في الشرق إلى رأس العين في الغرب.
واغتنمت السلطات فرصة بناء سد الفرات ومشروع إعادة توزيع الأراضي الزراعية كي تستولي على أراضي الفلاحين الكرد لإقامة مزارع نموذجية مزودة بالمياه والمدارس والحماية الأمنية وتمليكها لفلاحين عرب غمرت مياه السد قراهم، وبالفعل تم توطين أكثر من أربعة آلاف أسرة عربية في الشريط الحدودي وتوزيع أكثر من 700 ألف دونم من الأراضي المصادرة عليهم.
رافق ما سبق سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الكردية وصهر الكرد كأفراد في بوتقة القومية العربية، تجلت في قمع الحركة السياسية الكردية واعتقال نشطائها وتغيير الأسماء الكردية التاريخية لمئات القرى والبلدات والتلال والمواقع واستبدالها بأسماء عربية، وحرمان الأكراد من التحدث بلغتهم الخاصة ومنع الموسيقى والأغاني الكردية.
وبذلك تم مصادرة حوالي 5250 كم2 من أراض شمال الجزيرة السورية الخصبة، وجعلها ملكاً حصريا للدولة بهدف تحويلها إلى مزارع فمستوطنات زارعية تستوعب العنصر العربي فقط، ولطمس معالم وهوية المجتمع الكردي المحلي المستمد من واقع الغالبية المطلقة لسكانيا.
وفيما يلي الهييكل العام لمشروع الحازم العربي في مناطق “كردستان سوريا” بحسب دراسة مفصلة للدكتور آزاد علي، “باسم الحزام العربي في الجزيرة السورية”
عدد القرى الاستيطانية
المرحلة الأولى التجريبية : 1959-1963
وهي عشر قرى قديمة جلب إليها مستوطنون من محافظات: درعا، السويداء، حماه، ادلب، و القرى هي:
( العريشة، المناجير، األىراس، العامر، األربعين، ليالن، أم الخير) في حوض الخابورمستوطنة(قسرك) في منطقة درباسية، وأخيرا مستوطنتي (الزىيرية والأحمدية) على نهر دجلة.
-المرحلة الثانية الكبرى: 1974-1975
مشروع الحزام العربي، و ىو جغرافيا بطول 275 كم، وعمق يتراوح 10-15 كم، استوعب عدد من العائلات المستقدمة، والتي وثقت رقميا بحوالي (4000)أربعة آلف عائلة من ريف الرقة، بعدد سكان إجمالي يقدر بأربعين ألف نسمة، أما مجموع القرى الكوردية المتضررة داخل مشروع الحزام بلغ (335 ) قرية، بتعداد سكاني تجاوز حينه (150) مائة وخمسون ألف نسمة.
وشيدت في هذا المشروع عدد من مستوطنات (قرى الغمر) بلغ عددها (36) ست وثلاثون، موزعين على الشكل الآتي:
-منطقة ديريك – المالكية، تسعة قرى من الشرق، أي من ضفاف نهر دجلة نحو الغرب وهي: (عين الخضراء، تل الصدق، الصحية، المصطفاوية، تل أعور، تل عمو، الحمراء، توكل، معشوق).
2 -مستوطنات منطقة القامشلي، وهي إثنتا عشرة، موزعين من الشرق نحو الغرب، وهي: (المناذرة، الحرمون، القحطانية، حموة، التنورية، أم الفرسان، ىيمو، الثورة، الحاتمية، أم الربيع، بييرة، الجابرية).
3 – مستوطنات منطقة سري كانيه – رأس العين عددها خمسة عشرة، وهي: (تل تشرين، القنيطرة،القيروان، ظير العر ب، األسدية، برقة، تل الحضارة، تل الأرقم، المتنبي، أم عظام، المثنى، العنادية، الراوية، الدهماء، الهنادي).