مايا سليمان – عامودا – آشا نيوز
أعلن سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردستاني كاميران حاج عبدو ومجموعة من قيادات ومنظمات الحزب الانسحاب من حزب الوحدة والمجلس الوطني الكُردي بسبب استمرار الحزب والمجلس بالبقاء تحت مظلة الائتلاف السوري المؤيد للهجوم على عفرين.
ونشر سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردستاني بياناً على صفحته في الفيسبوك جاء فيه “كان لنا كحزب منذ البداية تحفظاً على اتفاقية المجلس الوطني الكردي مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية (الائتلاف)، لكننا قبلنا بها حينها في اجتماع لقيادة الحزب “حرصاً منا على وحدة الصف الكردي (المجلس) والنضال الوطني السوري المشترك”. لكن وللأسف بعد مرور كل هذه السنوات لم يرتقي الائتلاف إلى حالة وطنية سورية جامعة تناضل في سبيل كرامة السوريين وحريتهم وبناء دولة ديمقراطية وتعددية لا مكان فيها للاستبداد ولا للإرهاب، وخلق هوية وطنية سورية جامعة لكل أبناءها ومكوناتها. بل على العكس تماماً، فقد أصبح الائتلاف واجهة سياسية للمنظمات والمجاميع الإرهابية والسلفية التي ذبحت ونحرت ونهبت وشردت واغتصبت السوريين وثورتهم، من أمثال جبهة النصرة وحركة نورالدين الزنكي وجيش الإسلام وحركة أحرار الشام وغيرها من التنظيمات الإرهابية والسلفية. بالإضافة إلى تبنيها لسياسات عروبوية إسلاموية في أكثر من مناسبة، وضربها بعرض الحائط لبنود اتفاقيته مع المجلس الوطني الكردي. ناهيك عن تحوله إلى بيدق بيد قوى إقليمية (وخاصةً تركيا) وابتعادها كلياً عن الانتماء السياسي لمصلحة سوريا وطناً وشعباً. وبالرغم من محاولات جمة من قبلنا ومن قبل غيرنا من المخلصين لتصحيح مسار الائتلاف إلا أن كلها لم تفلح في انتشال الائتلاف من مستنقع تبعيته لتركيا وللفصائل والمجاميع السلفية والجهادية والإرهابية، مما كان سبباً لخسارة الائتلاف لأصدقائه، وكذلك لإنسحابات جمة منه من قبل شخصيات وتيارات عديدة لم تقبل بأن تكون دمى بأيادي أجندات غير سورية.
لقد وصل الحال مع الإئتلاف مؤخراً إلى درجة لا يمكن القبول به مطلقاً تحت أية ذريعة كانت، وذلك بتضامنه مع العدوان التركي الغاشم على عفرين بل وشرعنته للاحتلال التركي، ودعوته إلى “الجهاد” في سبيل الأجندات التركية. لذلك نستطيع القول بأن الائتلاف أصبح بكل ما للكلمة من معنى حالة سياسية تركية بحتة بمثابة “حصان طروادة” عثمانلي…”.
وأضاف البيان “من جهة أخرى لقد كنّا كحزب من مؤسسي المجلس الوطني الكردي، ودافعنا بكل إمكانياتنا عن استمرارنا فيه إيماناً منا بضرورة وجود مؤسسة سياسية كردية جامعة تدافع عن أماني وطموحات شعبنا الكردي في كردستان سوريا وتناضل مع شركائنا السوريين في سبيل إنهاء الاستبداد وبناء دولة ديمقراطية علمانية وفيدرالية تؤمن الحرية والمساواة لكل السوريين. لكن للاسف كنّا كحزب من أول ضحايا دفاعنا المستميت عن المجلس وسياسته. ناهيك عن تحول المجلس مع مرور الأيام إلى مجلس يسيطر عليه بعض الأشخاص (منهم من اصبح كالائتلاف نفسه) ضاربين بلائحته الداخلية ورؤيته السياسية بعرض الحائط، بل ووضعوا كل مقرراته تحت أحذية ارتباطاتهم ومصالحهم الحزبية والشخصية، منها على سبيل المثال لا الحصر تثبيت عضوية السيد سيامند حاجو في مكتب العلاقات الخارجية للمجلس مخالفين بذلك قرار هيئة رئاسة المجلس المتخذ يوم ١٤ كانون الثاني ٢٠١٨، كذلك الإصرار على رفض تثبيت ممثلة حزبنا في عفرين وإهانة ممثل حزبنا في ممثلية استانبول مما أدى بالأخير إلى الانسحاب من الممثلية، ناهيك عن عدم التعامل الجدي مع رسالة سكرتير حزبنا بتاريخ ١١ أيلول ٢٠١٧ وكذلك رسالة الهيئة القيادية بتاريخ ٢٥ كانون الأول ٢٠١٧.”.
منوهاً “ومايزيد الطين بلة أن المجلس أثبت أكثر من مرة أنه أسير الائتلاف وسياسته ومواقفه، وقد عجز حتى الآن من اتخاذ موقف صارم وواضح وشفاف تجاه الاحتلال التركي لمناطق من وطننا سوريا، وكذلك تجاه عدوانها الأخير على عفرين. بل والتزمت الصمت تجاه تخاذل الائتلاف وتضامنه ومساندته للعدوان التركي على عفرين، في وقت كان من المفروض أن يتخذ موقف يرتقي لمستوى قضايانا القومية والوطنية والإنسانية وذلك بالانسحاب من الائتلاف “الوطني السوري” أو على الأقل تجميد أو تعليق عضويته في هذه المؤسسة التركية التي شرعنت الاحتلال والعدوان التركي على سوريا وكردستان سوريا”.
كحزب وحدة ديمقراطي كردستاني كان من المفروض أن نستند في رسم سياستنا ومواقفنا على ثلاث نقاط: إنسانيتنا وكرديتنا وسوريتنا. ومن هنا لايجوز البتة أن نكون وتحت أي ذريعة كانت مع قتل الانسان وإهانته، ولا نقبل أبداً اضطهاد الكرد والاعتداء عليهم وعلى أرضهم التاريخية، ولا يمكن أن نرحب بالعدوان على سوريا واحتلال أجزاء منها من قبل دولة اخرى. لكن الهيئة القيادية للحزب وفي اجتماعاتها الاستثنائية يومي ٢٤ و ٢٧ كانون الثاني ٢٠١٨ لم تتمكن للأسف من اتخاذ قرار شجاع ينسجم مع هذه الحقائق والمعطيات، وذلك بتعليق عضويته في المجلس الذي لايزال يصر على عضويته في الائتلاف، مما يفقدها مصداقية التزامها بشعارها (الكردايتي قبل أي اعتبار آخر)، والذي ضحى الكثير من الرفاق وبذلوا جهود حثيثة في سبيله.
وأكد البيان “استناداً على هذه الوقائع لم يعد أمامنا إلا خياراً واحداً: “عِش عَزيزاً أَو مُت وأَنت كَريم بين طَعنِ القنا وخفقِ البنود.. فَاطلبِ العِزَّ في لظَى ودَعِ الذُّلَّ ولَو كانَ في جِنانِ الخلودِ…” وعليه فإننا اتخذنا قرارنا ب:
الانسحاب من حزب الوحدة الديمقراطي الكردستاني حتى لاتربطنا لا بالمجلس الوطني الكردي الذي دافعنا عنه وعن سياسته بما ملكنا من إمكانيات، ولا ب “الاتلاف” الذي فقد وطنيته وإنسانيته. وسنبقى سائرين على خطى الكردايتي ونسعى لخدمة وطننا وشعبنا والإنسانية بشكل عام”.
واختتم البيان بأسماء الموقعين عليه والذي ضمن كلن من الدكتور كاميران حاج عبدو سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردستاني وخالد گدلو عضو الهيئة والقيادية للحزب ومسؤول منظمة أوروبا م. گدرو عضو الهيئة القيادية للحزب وعمر عثمان عضو الهيئة القيادية للحزب ومنظمة عفرين / جبل الكورد للحزب ومنظمة أوروبا للحزب ومنظمة تركيا للحزب.
وكانت رئيسة تيار المستقبل الكردي نارين متيني أعلنت قبل أيام انسحابها من التيار والمجلس الوطني الكردي لأسباب مشابهة متعلقة بموقف المجلس من هجوم تركيا والمجموات المسلحة التابعة للمعارضة السورية على مدينة عفرين واستمرار بقاء المجلس ضمن الائتلاف السوري المعارض.