آشا نيوز
يقول ريتشارد هاس رئيس “مجلس العلاقات الخارجية” الذي يعتبر المؤسسة الفكرية الأعرق والأكثر تأثيراً في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه يدعم تأسيس “كردستان الصغرى” في العراق وسورية، ولكنه يضع أكراد تركيا خارج هذا الأمر. هو يرى أن الحل الأمثل يكمن بإعطاء أكراد العراق وسورية دوراً عسكرياً أكبر، أما في تركيا، فلابد من انتهاء الوجود العسكري الكردي.
عمل هاس مستشاراً لرؤساء أمريكيين في أوقات حرجة، وهو أحد أبرز المفكرين وصانعي السياسة الخارجية الأمريكية. ومن وظائفه الحرجة التي شغلها: كبير المستشارين لوزير الخارجية الأمريكي كولن بأول أثناء حربي أفغانستان والعراق، ومنسق السياسة الأفغانية، والمساعد الخاص لبوش الأب في حرب العراق الأولى، وسفير في مرحلة السلام لإيرلندا الشمالية.
يقول هاس بأن أولوية الولايات المتحدة حالياً إضعاف داعش. ويرى بأن هدف “إزالتها” هو إفراط في الطموح. أما بالنسبة إلى هدف إسقاط الأسد، فهذا يأتي لاحقاً.
ويقول هاس بأن الأكراد هم شركاء الولايات المتحدة الأهم والأكثر معقولية على الساحة، وهم الآن الحلفاء الأقرب للولايات المتحدة في العراق وسورية. ولعدم استطاعتها إقناع تركيا وبقية الحلفاء في المنطقة بأن يكونوا فاعلين أكثر، لم يبق لها شركاء في الساحة سوى الأكراد والعشائر السنية.
“ندافع عن كردستان الصغرى”
ويبرز هاس بشكل خاص أن موقف الولايات المتحدة من أكراد العراق وسورية مختلف عن موقفها من أكراد تركيا. ويقول هاس بأنه يدعم تأسيس “كردستان الصغرى” في العراق وسورية، ولكنه يضع أكراد تركيا خارج هذا الأمر. هو يرى أن الحل الأمثل يكمن بإعطاء أكراد العراق وسورية دوراً عسكرياً أكبر، أما في تركيا، فلابد من انتهاء الوجود العسكري الكردي.
حسنٌ، هل من الممكن المحافظة على ” كردستان الصغرى” ؟ يرى هاس أن هذا ممكن. وهذا هو الطريق الوحيد أمام الأكراد ليكونوا مستقلين.
“تريد الولايات المتحدة أن تعمل بشكل مباشر مع الأكراد”
يقول هاس :”تؤيد واشنطن حالياً وحدة العراق، وتفضل الإدارة الذاتية للأكراد. ولكنها تعرف أن هذا غير ممكن على المدى البعيد. وهناك رغبة كبرى لدى واشنطن بالعمل مع الأكراد مباشرة. وهذا قائم في العراق، ويتطور بشكل متزايد في سورية.” أن جهوداً حثيثة تبذل من أجل العمل مع الأكراد بشكل مباشر وليس عبر بغداد.
“لا يمكن أن يكون للجيش السوري الحر دور”
حسنٌ، هل بدأت ترى الولايات المتحدة الأمريكية الأسد شريكاً؟ جوابه بشكل قاطع: “لا”. وذكر بأن سورية قد قُسِّمت فعلياً إلى ثلاثة أقسام، ويقول: “الأسد أو أحد أفراد نظامه سيدير المنطقة العلوية، وسيكون للأكراد إدارة ذاتية قوية، وستكون المنطقة السنية ساحةً لصراع طويل بين داعش والعشائر السنية. فالأسد لن يبقى هناك إلى الأبد، ولكنه من الممكن أن يدير المنطقة العلوية لفترة. ويمكن أن نتفهم هذا على المدى المتوسط.”
وهو يرى أن هناك سيناريو تقسيم شبيه لهذا في العراق أيضاً. ويقول بشكل حاسم: “لا مفر من هذا.”
الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة بدت أنها ليّنت موقفها من الأسد. فيقول إن هذه القضية قضية أولويات فقط. بالنسبة إلى الولايات المتحدة فالأسد ليس التهديد الأكبر. ويقول إنها داعش مشدداً على الاسم، ويضيف: “يجب ترتيب الأولويات في السياسة الخارجية، والتركيز على الأكثر إلحاحاً والأكثر استعجالاً.”
وقد قطع أمله من الجيش السوري الحر، فقال: “لا أعتقد بأنه سيكون له دور على المدى المنظور. لم ندعمه قبل عدة سنوات، وخسرنا هذه الفرصة. علينا أن نركز على العمل مع الأكراد والعشائر.”
وكالات